ليس من شك أن الإنسان قديماً كان يتميز بوحشية رهيبة ، فسفك الدماء كان بلا حدود أو قانون . أما العبيد والأسرى فكانت تتم معاملتهم بأسوأ ما يمكن لإنسان أن يتصوره . ولكن إن اشتركت تلك الأمم السابقة والشعوب بوحشية متساوية ، فإن أمة من الأمم وقرناً من القرون كان يتميز بوحشية غريبة عجيبة ، ولربما انفردت بها في تلك العهود السابقة . إنهم الرومان ....
وبرغم أن روما كانت حاضرة العالم القديم في القرون الميلادية الثلاثة الأولى ، إلا أنها كانت مركزاً لألم الإنسان والحيوان على السواء ، وذلك فقط من أجل متعة سكان روما وأباطرتها .
وليس أدل على ذلك من عظم حجم حلبات الاحتفالات المخصصة للاستمتاع بالتعذيب والقتل البطيئ والتي قاموا ببناءها وتسمى (الكولسيوم) لدرجة أن حجم هذه الحلبات يتسع لـ 50000 شخص . والتي استمر الرومان بالاستمتاع السادي بها لفترة اقتربت من أربعة قرون .
(كولسيوم روما)
ولقد حفظت لنا رسوم ونحوت ونصوص الرومان العديد مما كان يتم داخل هذه الحلبات .
ففي هذه الحلبات التي يحضرها الرومان بما فيهم الإمبراطور ، يتم الاستمتاع والتلذذ بمشاهدة تعذيب وقتل البشر والحيوان في مصارعات احتفالية دموية . فعلى سبيل المثال لا الحصر ، أمر الإمبراطور تروجان بإقامة احتفالات لمدة 122 يوماً في كولسيوم روما بمناسبة إحدى انتصاراته . تم خلال هذه الاحتفالات قتل 10000 من البشر و 11000 من الحيوانات .
وهذه الحيوانات التي يتم تعذيبها وقتلها في الحلبات متنوعة فهي : فيلة - نمور - أسود - فهود - زرافات - حمير وأحصنة برية - أفراس النهر - ضباع - وحيد القرن - تماسيح . والعديد من هذه الحيوانات كان يؤتى بها من أماكن بعيدة لتعذب وتقتل بطرق مختلفة أمام أعين الآلاف ... للمتعة لا لشيء آخر .
من أنواع القتال الدموي في تلك الحلبات المواجهات بين البشر لغرض واحد هو القتل . فهؤلاء المصارعون يتم تدريبهم على القتال لإمتاع الجماهير بالطرق المختلفة لسفك الدم .
صورة
صورة
ومن الأنواع الأخرى لطرق إمتاع الجمهور الروماني السادي ، وضع الحيوانات في مواجهة بعضها البعض داخل الحلبة . فالإمبراطور لوكولوس يذكر عنه أنه ألقى بالكلاب إلى الحلبة لتقتل دعساً بواسطة الفيلة .
ومن الأمثلة الأخرى على سادية الرومان تجاه الحيوانات وضع حيوانات مختلفة لتتصارع حتى الموت في هذه الحلبات . كوضع الدب مقابل الجاموس ، والجاموس مقابل الفيل ، والفيل مقابل وحيد القرن ، وهكذا .. حسبما تمليه المزاجية السادية للرومان . وهذه الحيوانات كانت تخزن قبل الاحتفالات في أقفاص تحت الأرض دون أن تطعم فتصبح متوحشة . وعندما تطلق إلى الحلبة ، تجد نفسها في مواجهة حيوانات أخرى استوحشها الجوع ، عدا عن صوت الجماهير والطبول الذي يثيرها .
صورة
كان يؤتى بالحيوانات إلى روما من أماكن بعيدة في أفريقيا وآسيا ليتم ذبحها دون رحمة في هذه الاحتفالات . وتذكر المصادر التاريخية أن في إحدى هذه الاحتفالات السادية تم ذبح 500 أسد وأكثر من 400 فهد ، و100 من الدببة في يوم واحد . وبالطبع كان تشجيع الحضور من الرومان وتحيتهم لسفاحي الحلبة مصدر إبهاج وحماس لهم ، إلا أن المصادر التاريخية أيضاً تذكر أنه في هذه الحفلة وعندما بدأ المحاربين المدججين بالسلاح الثقيل بطعن وتعذيب 20 من الفيلة حال دخولها إلى الحلبة ، صاحت الفيلة من الألم ، الأمر الذي دعا الجمهور لتأنيب الإمبراطور على عنفه الزائد !!!!! ويا للسخرية
ومن الصراعات الدموية الأخرى التي يستمتع بها الرومان مصارعة المحاربين مع الحيوانات المفترسة . وهؤلاء المحاربين مسلحين بالأسلحة القوية عدا عن أنهم مدربين تدريباً عالي في القتال . وبطبيعة الحال كانت الحيوانات هي الطرف الأضعف كما يظهر من الرسوم الرومانية القديمة التي تصف هذه المجازر السادية .
صورة
صورة
صورة
صورة