|
|
||||||||||
ملتقى الحوارات الهادفة والنقاش حوارات تهم جميع افراد الاسره والمجتمع للقضايا والموضوعات الإجتماعية والنفسية |
|
أدوات الموضوع |
07-12-2004, 11:28 AM | #1 | |||
عضو نشط
|
فن استثمار المشاكل
سأل خبير تربوي ثلاث أمهات من المشاركات في دورة تدريبية لممارسة "فن الوالدية"، وقال لهن: لو حدث أن أَعدّت كل منكن ذات صباح طعام الإفطار لزوجها، وفجأة رنّ الهاتف وبكى طفلها، واحترق الخبز، وعلّق الزوج قائلاً: متى ستتعلمين كيف تحمّرين الخبز دون أن تحرقيه، ماذا سيكون رد فعلكن؟
أجابت الأولى: سأرمي الخبز فورًا في وجهه. وقالت الثانية: سأقول له: انهض وأعدّ الخبز بنفسك. وقالت الثالثة: سيجرح تعليقه مشاعري، وسأشعر أني على وشك البكاء. سأل الخبير: وماذا سيكون شعوركن نحو أزواجكن؟ أجابت الأمهات الثلاث معًا: الغضب والكراهية والإحساس بالظلم. هنا سألهن: هل سيكون من السهل عليكن إعداد خبز آخر له؟ ردت جميع الأمهات معًا: لا، بالطبع لا. عاد الخبير يسأل: وإذا خرج الزوج إلى العمل، هل سيكون من السهل عليكن القيام بشئون المنزل بنفس مُنْشرحة؟ ردت الأولى: لا، سأكون متضايقة طول النهار. وقالت الثانية: لا، لن أعمل شيئًا ذلك اليوم. قالت الثالثة: سأقوم بوجباتي، ولكن بضيق. سأل الخبير: لتفرض أن زوجك قال: يبدو أن صباحك اليوم متعِب.. الهاتف يرن.. والطفل يبكي.. والآن يحترق الخبز. ماذا سيكون رد فعلكن؟ أجابت الأمهات: سنشعر بالرضا والسعادة. أجاب الخبير: ما الفرق؟ فقالت إحداهن: سأشعر بالامتنان؛ لأنه لم ينقدني، وإنما فهم مشاعري ووقف معي لا ضدي. عاد الخبير يقول: وإذا قال لك زوجك دعيني أريكِ كيف تقومين بتحمِير الخبز. هنا صرّخت الأمهات: لا، هذا الزوج أسوأ؛ لأنه سيجعلنا نشعر كأننا حمقاوات. هناك قال الخبير: دعونا نطبّق ما حدث، لكن على طريقة معاملتكن لأبنائكن: قالت الأمهات: الآن عرفنا هدف الحوار، فنحن دائمو الانتقاد لأطفالنا، وهذا ما كان يغضبهم. وكذلك عرفنا لماذا كانوا يغضبون عندما نقول لهم: "دَعْني أريك كيف تفعل هذا وذاك". قال الخبير: ما يمكن أن نتعلمه من قصة الخبز المحروق أن الطفل يحتاج ما يحتاجه الكبير، يحتاج الفهم والمشاركة لكي يدرك أخطاءه ويتعلم منها؛ ليتطور إلى الأفضل، دون لوم ودون دروس في" كيف تتطور يا طفلي." بمعنى أنه لا بد أن تنبع رغبة التغيير من نفسه بعد أن يدرك أنه في حاجة إلى التغيير، وهذا لن يحدث إلا إذا أعطيناه الفرصة؛ ليدرك الخطأ ويدرك الحاجة إلى التطور لما سيحققه له هذا التطور من مكاسب جديدة. وهذا بالضبط ما تحتاجه ابنتك ،ذلك أن التسرع سمة من سمات الشخصية التي تتكون في السنوات الأولى، وتغيير "السمات" ليس بسهولة تغيير السلوكيات؛ لأنها تحتاج لقناعة شخصية، ولا يجدي في تغييرها النصح، والعقاب والتوجيه الذي لن يعمل إلا على تشويه صورة الطفلة عن نفسها التي تراها في عيونكم، فالأب والأم عندما يقتنعان داخليًّا بفكرة ما عن ابنهما فإن هذه الفكرة تتسلل من نفس الوالدين لتستقر وتصبح سلوكًا للابن، بل وتصبح فرصة له أن يحاول أن لا يتغير؛ لما للانتقاد من أثر هدّام على ثقته بنفسه. إذا أردنا أن نعرف ما هي الصورة التي يرى بها الطفل نفسه فلننظر إلى المرآة، المرآة هي ببساطة صورتنا نحن عن الطفل، فإن لم نكن نراه بداخلنا سوى مقصرًا، مخطئًا، سيئًا، فلن تكون صورته التي تتكون بداخل إدراكه الصغير سوى انعكاس لما في المرآة، فلتكن الصورة التي نكونها عن الطفل صورة إيجابية. أيهما أفضل: "أمي لا تراني سوى مقصرّة ومتسرعة، وبالتالي تصفني بالمتهورة. أحاول ولكن لا أرى أنهم يحسون بأني أبذل جهدًا… سوف أوفّر طاقتي ولن أبذل جهدًا بعد ذلك طالما أنا متهوّرة ومتسرعة على كل الأحوال". أم : "أمي تقدر كل مجهود صغير أقوم به للتحسن، وهي تراني جيدة وممتازة، وهذا يدفعني لبذل مزيد من الجهد لعلي أصل إلى الصورة التي تتمناها". وبالتالي، فإنه بدلاً من إغراقها في خطئها، لا بد من أن توحي لها بأنها أكبر من هذا الخطأ؛ بأن تعطيها ثقة أكبر في نفسها، وتستقبلي نتائجها بحبٍّ وحنان ورضاء عما بذلته، وأن لديها القدرة لتجويد نتائجها ببذل أقصى طاقتها. ـ حاولي ألا تثبطي عزيمتها بإبراز الفشل والتنويه بالعجز، بل قولى لها: "لا بأس.. أعلم أنكِ لم تقصدي هذه الأخطاء، ولكن تعالَي؛ لنرى معًا كيف حصل هذا الأمر"، فإذا وصلت بنفسها وبدون إيحاء منك إلى سبب ما وقعت فيه من أخطاء، قولي لها: "حسنًا يا حبيبتي جرّبي ثانيةً دون أن تقعي فيما وقعت فيه". وبذلك أيتها الأم تحوّلين المشكلة - كما هي بنظرك - إلى ظرف للتوجيه التربوي؛ تعليم طفلتك مبدأ عامًّا في الحياة، بعيدًا عن الوقوف أمام ظواهر ستتكرر إذا ظل أساسها موجودًا transfered from ISLAMONLINE. المصدر: نفساني
|
|||
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|