|
|
||||||||||
ملتقى المقالات النفسية والأبحاث المقالات وخلاصة الكتب النفسية والإجتماعية |
|
أدوات الموضوع |
18-01-2011, 02:27 AM | #1 | |||
عضـو مُـبـدع
|
خدعوك؟ فأر تجارب في مخك! التشخيص والأدوية
الدكتور موفق العيثان استشاري علم النفس العيادي
كانت روحه المرحة جدا قد جعلته محور الشباب، وكان يعشق الحياة بشجاعة البطل، ويحب التحدي بجرأة الطفل. تخرج من الجامعة وبتقدير جيد في تخصص معقول جدا. بحث في كل الرياض عن عمل لم يستطع أن يجد أقل المقبول. بعد تشجيع وإلحاح الأهل تزوج، وأسرته الميسورة الحال وفرت له كل شيء. بعد الطفل الثاني بدأت تتراكم عليه الهموم..، وتسللت إلى رأسه السموم. عانى عمار من أفكاره السوداوية الجارحة لكيانه ورجولته، بدأت حيطان تقدير الذات تتزعزع تدريجيا، وهو المؤمن بقضاء الله وقدره. لكن حياته تكللتها غيوم الإحباط.. بدأ التعلل لعدم وجود سكن أو عمل..! وبدأ في الانسحاب التدريجي من المجتمع، وتغيرت بعض الشيء شخصيته، وقلت حرارة المرح لديه، وخبت ضحكته كشمس غطتها غيوم ثقيلة بلا مطر. كل الذين حوله شجعوه لعلاج مزاجه واكتئابه كما قالوا له. بدأت الأدوية تلعب في مخه كل يوم وكل ساعة، وبدأت الأعراض الجانبية بثقلهاـ مما غير للأسوأ. عرضت دراسة علمية صغيرة في (عيادة كليفلاند – من أشهر العيادات النفسية في الولايات المتحدة) من سنة تقريبا ، مشكلة التشخيص الطبي الخاطئ. وجدت الدراسة أن ما يقرب من 26 حالة من 100 كانت مشخصة اضطراب الاكتئاب، وهي في الحقيقة خاطئة، والصحيح اضطراب قلق. إن التشخيص الخاطئ تتبعه أدوية نفسية تسوق لها الشركات والعيادات والأطباء بالملايين بل بالبلايين. نحن نتكلم عن العمل لا النية! ستقولون: هذا في أحسن عيادة في أمريكا....! كيف سيكون حالنا !! حالة عمار اليوم تشبه الآلاف من الرجال والنساء عندنا، والملايين في العالم. كل قارئ فطين سيلتفت إلى أن الموضوع في حالة عمار هو المشكلة الحياتية. إن أدوية العالم كلها لن تجد وظيفة له ولا حل لمشكلته الحياتية.. لا نحتاج إلى أكثر من خليتين عصبيتين في المخ لنصل لهذه النتيجة. إن الأدوية النفسية التي قد تغير المزاج، تغيره عند بعض الناس بعض المرات، فقط. لا تتعدى أكثر من هذا- آسف ...نسيت أن أذكر أنها تسبب عشرات الأعراض الجانبية. إذا أخذت الأدوية يجب أن تقرأ عنها الكثير لأنك أنت المعني بها لا الشركات ولا الأطباء ولا المعالجين، فأنت الأهم في المعادلة. كذلك يجب أن تحاول أن تكون- ربما تضغط على الطبيب والمعالج- بأن تراجع باستمرار وأن تتابع كل شيء في جسمك ومزاجك. لا تأخذ من طبيب لا يقضي وقتا كافيا معك في أول جلستين أو ثلاث. الوقت الكافي لا يقل عن ساعة في البداية (كما في العالم المتقدم- إنسانهم كإنساننا يستحق المثل)، ومتابعة أسبوعية أو بضعة أسابيع بعد فترة من العلاج. لكي لا تكون فأر تجارب.. وأنتم بكرامة. الخدمة النفسية الصحيحة والممكنة- في بلدنا وفي أي مكان- هي أن تكون متكاملة متوازنة. إن أول أسس الخدمة النفسية- أخصائيين نفسيين وأطباء..إلخ تبدأ بالعمل على التشخيص الصحيح الذي يأتي من دراسة متعمقة للفرد، ومن ثم التعرف على جذور ونوع ودرجة المشكلة النفسية. إن التقييم النفسي القائم على استخدام الاختبارات النفسية لقياس الاكتئاب أو القلق مثلا، أساس لا مفر منه في التشخيص ومن ثم العلاج. ليس هناك في العالم فحص دم أو أشعة مثلا لتشخيص الاكتئاب أو الاضطرابات النفسية! فقط الدراسة النفسية الجادة. من القواعد الذهبية- عليك يا عمار أن تتبعها وكذلك أهلك- هي أن تجد من يقيم ويشخص بدقة قبل أخذ الأدوية. إن الآلاف للأسف يعطون الأدوية من غير معرفة بالمراجع (المريض اسما)، ولا معرفة المراجع نفسه للأدوية وإيجابياتها أو سلبياتها. إن المراجع مسؤول عن نفسه بأن لا يجعلها حقل تجارب للأدوية. إن عمار مرت عليه أكثر من خمسة أنواع من الأدوية في فترة سنة أو أكثر من غير تحسن يذكر. في كل مرة تعطى الوعود وتتبعها الأعراض الجانبية:علاقته بالزوجة تدهورت وزاد حزنه لإحباطه المتكرر. من المشكلات النفسية التي تتبع فشل الأدوية- لأنها كانت من غير تشخيص مناسب ولا علاج نفسي سلوكي، من المشكلات هي أنها تبذر بذرة اليقين بالفشل للأبد لدى المراجع، وأنه يتعلم الفرد أن لا جدوى للمحاولة من جد للتغيير النفسي أو انه بيده- المراجع- أن يساعد نفسه (نفسيا وسلوكيا) بإذنه تعالى. من المآسي أن نحل مشكلات المجتمع والحياة- كالبطالة- بالأدوية..والأرزاق بيد الله الكريم.. وبسعي الإنسان والمجتمع. عمار بإمكانه أن يبدأ بالتعلم سلوكيا ونفسيا بأنه ليس مكتئبا. بل يعاني من إحباطات الحياة وصعوباتها. لذا فإن الحل بعد الله الرحيم الكريم هو أن يسعى بالعمل على النظر لواقعه الحياتي، أين يمكن أن يجد الذات البناءة والإنجاز البسيط اليومي. من الأنشطة التي تساعده على أن يغير من عادات الأكل والنوم. وكذلك أن يحاول أن يقضي وقتا إيجابيا أكثر مع الآخرين: الزوجة ،الأطفال ،الأهل والأصدقاء. ربما يبدأ بأن ينغمر أكثر بعنايته بالأطفال، ومراعاة احتياجاتهم اليومية، هذا من شأنه أن يشعره لكل ساعة أو يوم بأنه أنجز شيئا. إن الشعور بالإنجاز من أفضل وأسهل الطرق لتخفيف الإحباط اليومي ( في الأثر: إن النفوس لتتعب من الراحة.. فأريحوها بالعمل)، والتخفيف من قتل الوقت في صحبة (الريموت كنترول والنت مثلا، وربما النوم المضطرب). هناك بعض الطرق التي تناسب عمار بينما أخرى لا تناسبه، عليه اكتشافها. بعد ذلك يبدأ عمار بتناول أفكارها السوداوية التي ذكرتها أعلاه ويبدأ بتخفيفها ، ووضع السياق الأسري والزمني فيها- مثلا: إن الآلاف مثلي لا يجدون وظائف، إن الآلاف لا ينعمون بالأطفال والزوجة وهم بصحة وعافية، إن الآلاف مثلي لا يمكنهم الزواج، وينقصهم دعم الأهل. أنا أعرف أن عمار تمر عليه أفكار تتعلق بالزواج، وكأنه العبء الآن- لكن الأبحاث النفسية توضح أن الزواج من الأمور التي تقلل الاضطرابات النفسية عند الأزواج. ثم انه من الممكن لعمار أن ينجز الكثير إذا شاء ربي عن طريق العمل الخيري والتطوعي. هذه الخطوات هي الحلول النفسية السلوكية،بلا آثار جانبية على حد علمنا، بينما الأدوية لا يمكن أن توفرها. طبعا لا أذكر هنا بالتفصيل سعي عمار للحصول على العمل لأنه لم يقصر، والبعض الآخر قد يقصر بلا شك، ويكون سلبيا في البحث عن العمل، وهذا الكلام ستجدونه ينطبق على البنات والذكور اليوم أكثر من قبل ( مرحبا بكم في القرن الواحد والعشرين. ليس هناك مجتمع أو أفراد لا يعانون من تحديات أو مشكلات، بعض المجتمعات صادقة في مواجهتها للمشكلات، والبعض يختار العيش في أحلام تحت الرمال (أيهما مجتمعنا؟). إن مشكلات المجتمع والمال والعمل والأسر لا تحلها أية أدوية. بل العمل النفسي الجاد. إضافة إلى خدمات من كل الجهات المعنية. وإلا أصبح مخك حقل تجارب للأدوية فقط. المصدر: نفساني
|
|||
التعديل الأخير تم بواسطة أ.ليلى الحمدان ; 06-02-2011 الساعة 11:58 PM
سبب آخر: ممنوع وضع البريد الالكتروني او روابط خارجية
|
30-10-2011, 07:00 PM | #5 | |
عضو موقوف
|
اقتباس:
100% معلومه صحيحه |
|
|
الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1) | |
|
|