طفلي والواجب المنزلي

طفلي والواجب المنزلي

طفلي و الواجب المنزلي

ما من أب و أم إلا ويتطلعان إلى طفلهما عندما يعود من المدرسة يوميا ويسألانه هل لديك واجب اليوم ؟ الأبوان المهتمان بطفلهما هما اللذان يفعلان ذلك ، بعض الأطفال فور رجوعهم إلى المنزل يحلون واجبهم المنزلي ثم يذهبون يلعبون بعد ذلك والبعض لايحل الواجب إلا بصعوبة ، وبعض الأطفال يتركون فلا أحد ينتبه لهم ، ثم في الغد يلقون العقاب الصارم من المعلم الذي طلب منهم إما حفظ سورة أو نص أوكتابة مقطوعة ، أنا أسوق هذه المقدمة كي أسأل سؤالا ، هل الواجبات المنزلية ضرورة ؟ ولماذا لايحل التلميذ واجباته المنزلية في المدرسة بإشراف المعلم ؟ لكي يضمن المعلم على الأقل أن التلميذ نفذ الواجب بدون مساعده من أحد، لماذا لايكون هناك في المدرسة حصة خاصة بالواجبات ؟، فليس كل التلاميذ لدى أسرهم الوعي الكافي لمتابعتهم ليحلوا واجباتهم المدرسية، فبعض التلاميذ يتيم والبعض شبيه باليتيم كأبناء المطلقين أو من يعيش عند خاله أو عمه أو أن أسرته لاتتابعه ، بعض الأطفال عند عودتهم من المدرسة ظهرا يرمي حقيبته في أي مكان في المنزل ولا يأخذها إلا في اليوم التالي عندما يهم بالذهاب للمدرسة 0
نحن التربويين لانطلب من الأم أو الأب أن يدرس أطفاله في المنزل فأمر التدريس متروك للمدرسة وللمعلم ولكننا نطالب الآباء ألا يتكلوا على المدرسة في كل شيء ، فمتابعة الطفل واجبة على الأبوين والاتصال بالمدرسة وزيارتها أمر ضروري لتحقيق التعاون بين المنزل والمدرسة فانعدام هذا التعاون سيؤثرعلى الطفل سلبا وسيتأخر دراسيا ، إذ أن من أبرز أسباب تأخر الطلاب دراسيا ضعف الصلة بين المدرسة والمنزل 0
على أي حال أنا أعتقد أن المعلم عندما يعطي لطلابه واجبا منزليا لأنه لايجد الوقت الكافي في المدرسة لحل التمرينات الموجودة في الكتاب لأن الحصة الدراسية لا تتسع لذلك ، كما أن الطالب بحاجة على المتابعة الفردية والمعلم لايستطيع أن يتابع كل طالب على حدة كما يفعل والد الطالب أووالدته كما أن كثيرا من الآباء لايستطيع تدريس ابنه إما لأنه أمي أو مشغول بأعماله الأخرى أو غير متخصص بالمادة التي تدرس لابنه ماعدا طالب المدرسة الابتدائية فإنه مقدور على تدريسه- إلى حد ما-في المنزل.
أسوق مثالا لبعض حالات المعلمين مع بعض الطلاب الذين لايؤدون واجباتهم المنزلية، والطلاب في مثل هذه الحالة يمر بعضهم بظروف قاهره تمنعهم من أداء واجباتهم ولكن بعض المعلمين لايقدرون مثل هذه المواقف فيعاقبون الطلاب لأنهم كسالى ومهملون أداء الواجب ، هذه الحادثة حصلت في مدرسة ابتدائية ، عندما دخل المعلم الفصل طلب من التلاميذ الذين لم يحضروا الواجب أن يقفوا فوقف أربعة طلاب أما الخامس فإنه كان مترددا يقف ويجلس على استحياء ، فجاء إليه المعلم وقال له: لماذا لاتقف مثل غيرك ؟، فقال يا أستاذ إنني لم أحل الواجب لأن والدي جاء من السفرفي الليل فأنالم أره منذ خمس سنوات ففرحت به وسهرت من اجله ولم أتمكن من أداء واجبي فرق المعلم لحاله وقال له اجلس وكاد المعلم أن يبكي لهذا الخبر المحزن ،هذا واحد من المعلمين الذين يحسنون التصرف مع الطلاب ، وتحكي لي إحدى الأخوات أنها كتبت خطابا لمعلم ابن أخيها تطلب منه أن يخبرها عن سلوكه وتحصيله العلمي وأعطت الطفل الخطاب ليسلمه لمعلمه ، فلما سلمه له ، و قرأ المعلم الرسالة نظر إلى الطفل غاضبا مقطب الجبين وقال له أنت كسلان وغبي اقلب وجهك، وعندما ذهب الطفل للمنزل أخبر عمته بما حصل من معلمه ، هذه نوعية من معلمينا- مع الأسف الشديد -، أتمنى عدم وجودها في مدارسنا 0
إن مجرد نظرة والد الطفل أووالدته لمذكرة الواجبات وإمضائه عليها ، وزيارة المدرسة بين الحين والآخر وتهيئة المنزل ليكون بيئة صالحة للاستذكار هو كل ما تطلبه المدرسة من ولي أمر الطالب إلى جانب التأكد من أن التلميذ أدى ماعليه من واجبات مدرسية ، وتنظيم وقت التلميذ وعدم تركه أمام التلفاز فترة طويلة وأن ينام مبكرالكي لايتأخر عن الذهاب للمدرسة صباحا ، وعلى والدة التلميذ تجهيز أدواته وكتبه المدرسية ، وعد م تركه مغادرة المنزل إلى المدرسة بدون إفطار لأن وجبة الإفطار ضرورية جدا لفهم شرح المعلم ، ولتكن كأسا من الحليب وبيضة مسلوقة ، لأن الطفل عادة لايتناول وجبة مفيدة في المدرسة أو أنه يتناولها بعد مضي حصتين، كما أنه يجب على الأم الاهتمام بنظافة طفلها واختيار الملابس المناسبة لسنه ولمرحلته الدراسية فالبنطال مثلا مهم للطفل بالمرحلة الابتدائيه لأن الطفل حركته كثيرة ولربما يعيقه لبس الثوب ، كما أن الثوب في العادة يكون أبيض اللون فيتسخ بسرعه 0
هل يعاقب المعلم التلميذ الذي لايحضر واجبه المنزلي؟
عملية العقاب على كل سلوك غير مرغوب فيه واردة وعادة المعلم يعاقب الطالب الذي لايؤدي الواجب إما بالتوقيف في الفصل أو الضرب أو و صفه بالكسل والإهمال ، عموما التلاميذ يختلفون في عدم أدائهم الواجبات المدرسية فمنهم من يترك أداء الواجب لأن والده أو والدته لايتابعانه في المنزل ، أو أنه مريض ولم يستطع أداء الواجب أو أن التلميذ لم يفهم الدرس ولم يستطع الإجابة على تمرينات الكتاب إلى غير ذلك من الأسباب الكثيرة التي يجب أن يعرفها المعلم لكي يتعامل مع المشكلة بعقل وتروي أما استخدام الشدة والقسوة فقد تدفع الطفل إلى سلوك سيء آخر وهو الغش والكذب خوفا من العقاب فقبل بدء الحصة يستطيع التلميذ أن يأخذ دفتر زميله وينقل منه الواجب ، وكأننا بذلك قسرناه على تعلم سلوك آخر مشين ، فلو اتبعنا مع الطالب الذي لايؤدي الواجب المنزلي أساليب تربوية راقية أفضل من الشدة والقسوة لكانت النتائج محمودة فمن هذه الوسائل استخدام لوحة النجوم ( التعزيز الإيجابي) لسلوك مرغوب والتعاقد السلوكي وهو اتفاق بين المعلم والتلميذ اتفاق خطي بموجبه يقوم التلميذ بأداء الواجب مقابل مبلغ من المال يعطى للتلميذ عند أداء الواجب ويحجب عنه عندما لايفي بأداء الواجب المنزلي ، أو حرمان التلميذ من المشاركة في زيارة أورحلة أو لعبة كرة القدم إلى غير ذلك مما تعج به كتب الإرشاد من الأساليب التربوية الجميلة التي تعدل السلوك ولا تجرح مشاعر الطفل ، ومن ناحية أخرى أظهرت دراسة طبقت على عينة من الأطفال أنه كلما كانت الواجبات المدرسية التي يكلف بها الطفل أقل عاش الطفل حياة سعيدة حيث ذكر 66%من الأطفال الذين لم يكلفوا بواجبات مدرسية كثيرة أنهم سعداء للغاية " أما نسبة الأطفال الذين يقضون وقتا طويلا في أداء الواجبات المدرسية فبلغت 38% لذا فهم يعيشون سعادة أقل بسبب ضغط المدرسين أو المدرسات عليهم بوجوب أداء واجبهم المنزلي وبالتالي إلزام والديهم لهم بأداء هذه الواجبات خوفا عليهم من الرسوب وحرصا على مستقبلهم الدراسي ،بعض التربويين ينادي بإلغاء الواجب المنزلي فما رأيكم في ذلك ؟وهل تؤيدون هذا الرأي أم تخالفونه ولماذا؟والله الهادي إلى سواء السبيل..

المصدر: نفساني